الجمعة، 6 يونيو 2008

أظنه أرحب كثيراً


أظنه أرحب كثيراً


Your result is: Bliss
هل أنت بخير؟
هل تتجنب شيء ؟
إنك(ضمنيا) في وضع جيد...
و لكنه ..... خطر!!

هكذا جاءت نتيجة إجاباتي على أسئلة (فزورة) على الفيس بوك بعنوان
"هل أنت سعيد؟"

Bliss في المعجم: السعادة المفرطة… الغبطة…البهجة

كان هناك تناقض أدهشني بين النتيجة: (السعادة المفرطة) والتعليق: (وضع جيد ولكنه خطر)، وإن تبدد بالتدريج عندما رأيت صورة البهلوان المرفقة بالتعليق، الذي يلبس لباسا ويضع مكياجا يفترض أن يظهر بهما بمظهر المبتهج، بينما تعبر تقاسيم وجهه عن حزن داخلي. وبدلا من الدهشة حل تساؤل: أيمكن أن أكون مختفيا (دون وعي مني) وراء مظهر أو قناع ما يوحي بالسعادة أصدره لمن حولي، بينما أحمل بداخلي شخصا حزينا أو على الأقل مغايرا لما يظهر من الخارج!!
التساؤل نفسه دار بخاطري عندما قرأت مدونة إبراهيم فرغلي: "ضد الغربة"
هل الأمر يا صديقي بهذه البساطة؟ أن نعيش في المكان الذي نحب أو نحب المكان الذي نعيش فيه! أن نجد مقهى أثيرا نستطيع أن نقرأ و نكتب و ندخن فيه... وبهذا تتحقق شروط الوطن (العملية)، أم أن في الأمر قناع ما نرتديه دون وعي من أنفسنا دفعا للوقوع في براثن اكتئاب مواجهة الواقع!!
ليس في الأمر مزايدة على فكرة أو مفهوم الوطن والتعلق به... فأنا عشت مغتربا منذ أن كنت في السابعة من عمري حتى دخولي الجامعة في السابعة عشر، ثم مرة أخرى بعد الماجستير من 1996 إلى 2007، ثم الآن و إلى أجل غير مسمى.
بحساب السنين أكون قضيت أكثر من نصف عمري مغتربا.... ليس في هذا غضاضة بل على العكس... إذ لا يمكن إنكار الخبرات المكتسبة سواء على صعيد النشأة، مع كم غير محدود من تعدد الجنسيات، بكل ما تحمله من اختلاف و تنوع في اللغة والثقافة والمعتقدات، مما أظن أنه أكسبني ما يمكن وصفه بالهوية المرنة، أو على صعيد المهنة في نفس المناخ المتنوع كطبيب محترف في رحلة الغربة الثانية، ولكن في مقابل كل ما يمكن أن يعد من المكتسبات، أو الإضافات (سمها ما شئت)، إلا انه كان هناك إحساس ينمو بانتفاء فكرة أن أكون شخصا له جذور تربطه بكيان بعينه اسمه الوطن (مكانا و أفرادا).
ربما تكون طبيعة مكان الغربة في سنوات الطفولة ساهمت في خلق هذا الإحساس وتناميه ... فالكويت التي عرفتها صغيرا انمحت بالكامل، و لم يعد لبيتنا القديم وجود يسمح بالعودة له أو البحث عنه، مثلما فعل إبراهيم فرغلي في زيارته الأخيرة لعمان، ناهيك عن الطبيعة القاسية (والفقيرة نوعا) والتي لا تسمح لك بأن تزرع شجرة أو تتأمل الكون على الشاطئ بين الجبل والمحيط ، فتستطيع اجترار هذه المشاهد لاحقا كذكريات طفولة أو جذور لشيء أو مكان ما في حياتك.
ربما أصول عائلتنا غير المصرية، والتي ليس معروفا من أين أتت، ساهم أيضا في ترسيخ هذا الإحساس بشكل ما.
وربما ذلك كله جعلني احتمل وجع بعاد (عمر، ودنيا) في سبيل أن ينشئا في مكان تتراكم فيه ذكريات طفولة، وأصدقاء دراسة، وتجارب حب أولى في مكان، مهما بلغ ترديه الآن، يظل بحكم الجغرافيا والتاريخ اسمه الوطن.
نعم... يجب أن نخلق علاقة ما بيننا وبين المكان الذي نعيش فيه (سواء حبا أو على الأقل وئاما) بكل ما يحمل ذلك من تفاصيل مع الأصدقاء، والمقاهي، والشوارع، وكل مفردات الحياة، ولكنها في النهاية تبقى أشبه بذاكرة الكمبيوتر (الكاش ميموري) التي تساعد على إتمام ما تفعله (لحظيا) بكفاءة وسرعة وبدون( شحتفه)، دون أن يكون ذلك كله وطنا أو بديلا عنه.
أما الوطن فظني انه أرحب من ذلك بكثير.

خالد جمال
الكويت
يونيو 2008








هناك تعليق واحد:

sary sabry يقول...

على رأى فولتير ( إنهم لا يضحكون إبتهاجا ولكن تفاديا للإنتحار )